ما الذي يجمع علويي المغرب والمشرق

. . Aucun commentaire:

 

الأسر العلوية هي الأكثر تفرّعا وتعددا من بين عشرات العائلات السلالية ذات النسب الشريف المقيمة المغرب، إذ يتفرقون على أصول وأنساب مختلفة، ويتوزعون على مختلف مناطق المغرب، خاصة في تافيلالت، التي ما يزال يقيم فيها العلويون المُتحدِّرون من صلب مولاي علي الشريف مباشرة.
ويُرجع المُؤرِّخون سبب تعدد فروع العلويين في المغرب إلى تعدد أصولهم. وهو ما جعلهم يتوزعون على عائلات علوية كبرى، بداية من الفيلاليين والبلغيتيين والمرانيين وأولاد مولاي الطاهر والمدغريون وأولاد شاكر وبنو موسى وشرفاء صوصو والفضيليون وأولاد بنصر، وصولا إلى الإسماعليين، الذين يُعتبَرون من أكثر العلويين مكانة وشأنا في المغرب، كما أنهم الأكثر انتشارا وتعددا، والسبب خاصية تَفرَّد بها المولى إسماعيل وأدخلتْه موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، وهي أنه تزوج بعدد كبير من النساء وولد حوالي 1000 ولد وبنت.
نظرا إلى تعدد ذرية المولى إسماعيل، فقد تعددت أحوالهم وظروف حياهم، إلى اليوم، والسبب يرجع إلى أن هذا السلطان، الذي يُعَدّ المؤسسَ الفعليَّ للدولة العلوية، كان يفرق بين أبنائه حسب قرب الزوجة منه وأهميتها عنده، إذ كان يخصص دفترا سلطانيا لتسجيل زوجاته وأبنائه، حسب مكانتهم عنده. كما تعدد عدد أحفاده، أيضا، وفاق 170 حفيدا، وهو ما أثّر على مكانتهم الرمزية والسلطوية إلى اليوم وساهم في ظهور علويين فقراء، رغم أنهم يتوفرون على شجرة الأنساب التي تقودهم إلى الجد المشترَك، مولاي إسماعيل.
وإذا كان أسلاف علويي اليوم مُتعدِّدين، فإن نسبهم يمتد به إلى الأصل ذاته، وهو محمد النفس الزكية، أحد أحفاد الإمام الحسين وأخ المولى إدريس الأول، والذي يُعتبَر مُؤسِّسَ حركة العلويين في التاريخ الإسلامي، الداعية إلى نصرة الإمام علي، ويتوزع أتباعها، من الشرفاء، في مختلف البلاد الإسلامية، خاصة العراق وسوريا والأردن وتركيا والمغرب.  سيُفرِّق تفرُّعٌ عائلي علويي المغرب والمشرق في ما بعد، إذ انقسموا إلى العلويين الحسينيين، الذين بقوا في المشرق، والعلويين الحسنيين (نسبة إلى الحسن بن القاسم) الذي كان أولَ من انتقل من العلويين إلى المغرب.
رغم الاختلاف العقائدي بين علويي المشرق، الذين يتْبع أغلبهم المذهب الشيعي، وعلويي المغرب، الذين يدينون بالمذهب السني، إلا أن روابط التواصل بينهم ما زالت قائمة إلى اليوم، وهذا ما تعكسه وثائق تاريخية لسلاطين علويين مغاربة وخارجة الزيارات الخارجية لرابطات الشرفاء العلويين في العالم بأسره، وحتى العلاقة الوطيدة بين الملك محمد السادس وبعض الأسرة العلوية الحاكمة، وفي مقدمتها الأسرة العلوية الهاشميّة في الأردن

عن المساء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة

Rechercher dans ce blog

Fourni par Blogger.