سوسيولوجيا التربية عند اميل دوركايم

. . Aucun commentaire:

يعتبر إميل دوركايم أحد رواد السوسيولوجيا الفرنسية على وجه الخصوص والسوسيولوجيا على وجه العموم ، ولعل أهم إسهام له في مجال التأسيس لعلم الاجتماع سعيه الجاد لأجل استقلال هذا الأخير عن العلوم الأخرى عن الفلسفة وإلحاحه على ضرورة إلتزام الباحث السوسيولوجي بالروح العلمية الصارمة، ويتجلى إسهامه كذلك في كونه أحد واضعي سوسيولوجيا التربية، لتصبح بذلك فرع من فروع السوسيولوجيا العامة والذي يعتمد مبادئ هذه الأخيرة ، ويطبقها على الظاهرة التربوية في علاقتها بالمجتمع وخير دليل على ذلك أنه ألف كتاب مرسوم تحت عنوان "التربية والسوسيولوجيا" الصادر سنة 1922 ،وبذلك يعد دوركايم من الممهدين الأوائل لعلم الاجتماع التربوي، ومن أهم فروعه سوسيولوجية التربية إن إهتمام دوركايم بعلم الاجتماع لم يأتي بمحض الصدفة بل جاء كوليد لتجربته الذاتية التي تنعكس في إهتمامه كعالم إجتماع بالقضايا التربوية، كالتسيير الجامعي لأنه اشتغل كأستاذ دارس علم الاجتماع التربوي تدخل في إطار كيف تستمر المجتمعات وتعتبر التربية كظاهرة إجتماعية بل على الأصح ظاهرة تربوية، والتربية فرع أساسي في علم الاجتماع، انطلاقا من الفعل التربوي الذي هو وسيلة التي تهيئ بها الأطفال كما هو مثبت في تعريفه للتربية لأن دور هذه الأخيرة في رأيه يختلف باختلاف العصور والمجتمعات، كما أنها تتغير وفق حاجيات المجتمع في فترة معينة من تاريخه، أي أن الهدف من التربية هو أن كل مجتمع في كل مرحلة تاريخية من تطوره له نظام تعليمي يفرض على الأفراد بقوة لا يمكن مقاومتها في أغلب الأحيان وهذا ما يشير إليه زكرياء خضر بقوله الظاهرة التربوية ظاهرة قهرية، أي أن النظام التربوي هو نتاج فكري إجتماعي \ جماعي للأفكار والعادات التي تحدد المنظومة التربوية التي هي نتاج الحياة الجمعية، التي تعبر عن ضرورة معينة في فترة تاريخية محددة. ويتبين من خلال خاصية القهرية التي أشار إليها زكرياء خضر كخاصية للظاهرة التربوية وتبدوا كأنها قاسم مشترك بينها وبين الظاهرة الاجتماعية لأنها بدورها تتميز بهذه الخاصية. ويوضح إميل دوركايم من خالل كتابه"التربية والسوسيولوجية" الصادر سنة 1922 أن التربية لها طابعين: الوحدة والتعدد. = فهي تتعدد بتعدد الأوساط الاجتماعية، باختلاف البادية والمدينة، وتعدد المهن والأدوار والوظائف داخل المجتمع.

= موحدة لان علم الإجتماع يقتضي تكوين معين او ما أسماه إميل دوكايم بالأنواع الخاصة بالتربية ، أي تربية مختلفة التكوين والتربية حسب المؤهلين، والميادين كلها ترتكز على قاعدة مشتركة، ويقول بأن في كل مجتمع توجد مجموعة من الأفكار والمشاعر والممارسات التي تقوم التربية بنقلها وتلقينها للأطفال بغض النظر عن إنتمائهم الطبقي في إطار التربية الموحدة ، فالتربية عند إميل دوركايم هي "الفعل الذي تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال الصغيرة التي لم تصبح بعد مؤهلة الحياة الجمعية موضوعها إثارة وتنمية عدد الاستعدادات الجسدية والفكرية والأخلاقية عند الطفل بالطريقة التي يتطلبها المجتمع المجتمع السياسي والوسط الذي يوجد فيه". فحسب هذا التحديد الدوركايمي للتربية فهي تساهم في عملية إنسجام وتنوع المجتمع بمعنى أنها تحقق اإلستمرارية والسيرورة للمجتمع 


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

المشاركات الشائعة

Rechercher dans ce blog

Fourni par Blogger.